الإفتاء توضح حكم مقولة “ربنا افتكره” في الشرع
وأوضحت دار الإفتاء، أن مقولة “ربنا افتكره” لا حرج فيها من جهة الشرع؛ إذ أنها لا تعني المعنى المتداول بأن الله سبحانه وتعالى نسي أجل الشخص، لكن الآخر “العُرفي الحسن”، وهو انتقال مَن توفّاه الله تعالى إلى رحمته.
ولفتت إلى أنه من أعراف الناس بعضُ عباراتهم التي لا يقصدون بها حقيقتها اللفظية، إنما يقصدون بها ما تعارفوا عليه فيما بينهم من معنًى دون حاجة إلى قرينة تدل عليه؛ فيُعتبَر في ذلك بأعرافهم لا بالأصل اللغوي لأقوالهم.
وأوضحت الإفتاء عبر موقعها الرسمي، أنّ الشرع الشريف كما أقرّ الناس على ما تعارفوا عليه من أقوال، رفع عنهم المؤاخذة في كل ما لم تتعمده قلوبهم مِن ألفاظ أو أفعال يَحتَمِلُ ظاهرُها غيرَ ما قَصَدُوا؛ فقال تعالى في سورة البقرة الآية رقم 225: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ).
ولفتت إلى أنه تواردت النصوص من المذاهب الفقهية على أن العبرة في مثل ذلك بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني، وأنَّه إذا تردَّد كلام الناس بين الصحة وغيرها؛ فإنه يُحمَل على المعنى الصحيح منه، فإذا تَبَيَّن القصد والنية وَجَبَ صرف المعنى إليهما؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ» متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.