والدة طالبة الثانوية العامة المنتحرة تروي كواليس المشهد الأخير قبل انتحارها
تنهمر الدموع منها وتحتضن صور ابنتها لعلها تبرد قلب انفطر حزنا على شابة في عمر الزهور رحلت أمام عينيها ولم تستطع إنقاذها، لحظات عصيبة تعيشها السيدة منال مصطفى، والدة «جيهان حسن»، طالبة الثانوية العامة المنتحرة، بمنطقة عزبة النخل في محافظة القاهرة، قبل أيام قليلة، والتي كشفت عن تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة ابنتها، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
بقلب يملؤه الحزن الشديد، وصوت يتخلله البكاء المتقطع، روت الأم لـ«هن»، حكاية ابنتها الصغرى «جيهان» التي حلمت بالالتحاق بالثانوية العامة ودخول الجامعة، خاصة بعد وفاة والدها الذي رحل وهي لا تزال في الصف الخامس الابتدائي.
تقول الأم «أبوها مات وهي في خامسة ابتدائي، وكانت ظروفنا على القد، ولما خلصت الإعدادية جابت مجموع أقل من تنسيق الثانوية العامة، بس اتحايلت علينا عشان ندخلها ثانوي عام، وتدخل جامعة زي أخواتها، لدرجة إنها قالت لنا مش هاكل ولا أشرب وهوفر من مصروفي عشان أدخل ثانوية عامة».
ببلاء حسن، نجحت «جيهان» في تخطي أول عامين دراسيين لها في الثانوية العامة، حتى جاءت سنة الحسم والتي علقت جميع آمالها وطموحاتها قبل الانتقال للمرحلة الجامعية، لكنها لم تعرف أنها ستكتب نهايتها المأساوية بدلا من إدخال السرور على قلب والدتها، التي دعمتها وسندتها طيلة تلك الأعوام العصيبة، إذ كانت آخر أمنياتها، الحصول على مجموع جيد كي تسعد قلب والدتها، وهو ما وثقه المنشور الأخير لها عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
بعد سماعها لنتيجتها في الثانوية العامة، ورسوبها في المجموع، دخلت «جيهان» في حالة نفسية سيئة، ووصل الحال بها إلى التفكير في الانتحار والتخلص من حياتها إلى الأبد، لكنها لم تخبر أحدا من أسرتها بهذا القرار، وفاجئتهم جميعا بالصدمة المدوية، «كانت صايمة ومصلية ونزلت جابتلي طلبات وطلعت عادي مكانش باين عليها أي حاجة، وفجأة رمت نفسها من البلكونة».
مفاجآة جديدة كشفت عنها السيدة منال مصطفى، والدة طالبة عزبة النخل، في واقعة انتحار ابنتها، وهو ما كشفه أيضا تقرير الطب الشرعي، قائلة: «هي مماتتش لحظة الحادث، حصلها كسر في الفخذ، وفضلت صاحية حوالي ساعة ونص لحد ما الإسعاف جت، وإحنا بننقلها كانت فايقة وبتكلمنا عادي، وقالتلي أنا مستحملتش أشوفك وأنتِ بتعيطي عشان النتيجة فرميت نفسي، وبعدها جالها هبوط حاد في الدورة الدموية وماتت».