رمضان فرصة لتطهير الذنوب والقلوب.. تعرف على الأعمال المستحبة


ينتظر المسلمون شهر رمضان الكريم ليكون فرصة لهم للإكثار من الدعوات والصلوات خاصة وأن من أفضل الأشر التي يستجاب فيها الدعوات وتضاعف فيها الحسنات.

ويقول الدكتور محمد بسيوني أبوعطا، أن لفرحة رمضان بهجة وروحنيات لا نجدها إلا في الشهر الكريم.


واستشهد “عطا” روى الإمام أحمد في مسنده [7148] من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ:
أَتَاكُمْ رَمَضَانُ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ،وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ).


إني لأتخيَّل وجه النبي –صلى الله عليه وسلم- الكريم الأكرم، وهو مملوء بالفرحة التي ظهرت في بشراه لأصحابه برمضان، الأمر الذي جعل بعض العلماء ير ى الحديث هذا نصَّا في جواز تهنئة الناس بعضهم بعضا برمضان، تلك الفرحة التي أظهرها النبي- صلى الله عليه وسلم-، أحسَّها عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- حين أدخل القناديل لإضاءة المسجد لأول مرة في رمضان، حتى إن عليا -رضي الله عنه-، لما دخل المسجد وجد القناديلَ مزهرةً، وكتابَ الله يتلوه المسلمون، فقال: أنار الله قبرك يا ابن الخطاب، كما أنرت بيوت الله بالقرآن.


وليست تلك الفرحة بمستغربة، فرمضان فرصة للتائهين في دروب الحياة، الذين مزقتهم الآمها، وأوجعتهم لأوائها، وأخذتهم الماديات الطاحنة في شباكها، آن لهم أن يستريحوا برمضان، ولمَ لا؟، وفيه تقوى الهمم على الطاعة، فتسكن النفوس المتعبة، وتهدأ القلوب النافرة، ويجد الضال بغيته في الصحبة الصالحة المؤمنة، تمتلأ الأجواء بالسكينة، وتُيسَّر فيه القربات، فقد امتن الله فيه على خلقه، فأغلق لهم فيه النيران، وفتح لهم أبواب الجنان، وصفَّد لهم شياطين الجان.


إن معايشة هذه الفرحة وتلك المعاني، تدفع الكسل، وتشحذ الهمم، وتقوي العزائم، فتصوم البطون وتجوع، ويُتلى القرآن ويُرتَّل، وتصطف الأقدام وتتهجد، وتذرف العيون وتدمع، وتخشع الأفئدة وتخضع، يعود النائي عن ربه ويصطلح، ويُقرُّ المذنب بخطئه ويعترف، فيا أيها الشاكي لوعة الفراق، يا من أدمن الذنب حد الإغراق، قد تهيأت لك الظروف، ظرف الزمان والمكان، فالوقت وقت طاعة وإيمان، وقت مغفرة ورضوان، وقت قرآن وصيام وقيام وإحسان، الوقت وقت رمضان، والمكان بيوت الله العامرة، امتلأت بالمؤمنين الراجين، الخاشعين المتبتلين، تأنس بهم وبك يأنسون، ترحلون بقلوب امتلأت بالدنيا، إلى رحاب الآخرة، حيث ثواب الله والجنة، ومنازل الصابرين المحتسبين، فمن تمام العقل، وحصافة الرأي، وسداد الفكر، أن تُحسَّ تلك الفرحة بكل معانيها وصورها، وأن تُستغل تلك النفحات، لرفعة الدرجات في منازل الآخرة، يوم يقال للمجرمين امتازوا فإن المتقين قد فازوا؛ إذ الندم بعد تفويت الفرصة عمدا، وإضاعتها هزلا، أشد حسرةً، وأوجع وقعًا، وآَلم وجعًا


أتى رمضان مزرعة العباد …. لتطهير القلوب من الـعناد
فأد حقوقه قـولاً وفعــلاً … وزادك فاتـخذه للـمعـاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها … تأوِّه نادماً يوم الحصــاد